مانيفيست : جديد : وإن يكن / مانيفيست : جديد : مقاطع عرضية من انشودة لصابر/ مانيفيست : جديد : سفرا 1 / مانيفيست : من حواري المتخيّل معه / مانيفيست : جميع الحقوق محفوظة للمدوّن.

الثلاثاء، 14 مايو 2013

في ذكرى النّكبة : جديدان وقديمان !



كما في كلّ سنة، تتهافت المبادرات على اقامة نشاط ميداني في القدس، في ذكرى النّكبة بتاريخها الميلادي، والّذي لا شك تؤجج فكرة اقامته –كما نتخيّل- ذكرى توحيد القدس، بصيغته الاسرائيلية، او صيغة استكمال احتلال القدس بصيغتنا نحن، دون ان يكون لها اي صدى اعلامي لا قبل ولا بعد، هي المبادرات –للاسف- وهذا قديم !

الجديد هذه السّنة، ان المبادة الّتي طفت الى السطح" قادمون يا قدس" كانت وحيدة، ومنظّمة لوجستيّا –نسبيّا-، وفيها تقاطع حزبي فصائلي على مستوى المنظمين الشّباب، دون اطار حزبي منّظِم، اضافة الى كونها  مبادرة لا حزبيّة، وفي هذا  نضوج ومبادرة وبعد رؤية نحترمها ونقدرّها  ونثمّنها عاليا وغاليا عند رفاقنا المبادرين جميعا، في مناسبات كهذه، تخص الذاكرة الفلسطينية جمعاء، في مناسبة هي الاهم فيها !

الجديد ايضًا، ان الاحزاب العربيّة بغالبيّتها : التًجمّع الوطني الّيمقراطي، الحركة الاسلاميّة الشماليّة والحركة الاسلاميّة الجنوبيّة، ابناء البلد، الحزب الديمقراطي العربي والحزب القومي العربي، جميعها ، دعمت هذه المبادرة، واثنت عليها وعلى المبادرين لها، ودعت جماهيرها واعضاءها الى المشاركة فيها، وطالبت رئيس المتابعة، بتبنيها واعتبارها المناسبة المركزية في هذه الذكرى، بعد ان كانت طالبت في اجتماع المتابعة قبل الاخير –كعادتها- باحياء الذكرى في مكان اخر. بعيدا عن قراءة هذا  الدّعم مطولا -متناولين ابعادا جديدة في قراءة العمل الحزبي والعمل الميداني الشبابي والجدليّة والتراتبية بينهما- فأنه ايضا وبدون ادني شكّ، دعم مبارك،  قوي بوحدته، كبير بسنده ، ولو انّه جاء متأخرّا.

الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، كانت الوحيدة التي رفضت المشاركة في هذا البرنامج على مستوى البيان الموحد والدعوة للجمهور، وكانت قبل هذا، الوحيدة التي رفضت احياء ذكرى النكبة بتاريخها الميلادي، بادّعاء ان المتابعة والمجتمع الفلسطيني قاموا باحياء الذكرى الخامسة والستين نفسها من خلال مسيرة العودة السنوية، وانّ هذا كافٍ.

يبدو انّ الخطوة الجديدة للاحزاب، احرجت الجبهة مجدّدا، تباعًا لاحراجات كثيرة في قضايا كثيرة، وبعضها مهم ومصيري على مستوى المجتمع الفلسطيني عموما، منها "انتخاب لجنة المتابعة" مع كل العثرات والسيناريوهات المضخّمة التي وُضعت تنبؤًا لتنفيذ الفكرة، او سينايوهات الفشل الاكيد "لمشروع الوحدة الانتخابي" في انتخابات الكنيسيت المنصرمة، والّذي بلغ ذروته انذاك، كمطلب جماهيريّ حارق، على طاولة الاحزاب، او رفضها المتكرر وبعشوائية، لاعلان الاضراب في ذكرى شهداء اكتوبر بحجة عدم جاهزية المجتمع الفلسطيني، وامور كثيرة اخرى !

من جهة، واضح برنامج الجبهة الديمقراطية للسّلام والمساواة بكل اللّغات -في هذا السياق- بانه يسعى لان يتم الإعتراف بالقدس الغربية كعاصمة لدولة اسرائيل وبالقدس الشرقية كعاصمة لدولة فلسطين المستقلة، وذلك في إطار إتفاق السلام الدائم والثابت. تضمن الإتفاقيات تعاوناً بين العاصمتين، طريقاً حرة للأماكن المقدسة وتنقلاً حراً بين شقي المدينة (البند 3 – البرنامج العام للجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة)، وقد يكون هذا كافيا لئلا يشارك صاحب البرنامج في مبادرة مماثلة، هذا لو كان البرنامج السياسي يحدّد الاحزاب.

ومن جهة اخرى، نحن نفهمُ ان البرامج الحزبية –كما يفترض- هي شئ خاضع لموازين القوى السياسية المحلية والاقليمية والقانونية، وهذا شرعي حزبيا وحركيا، شريطة ان تحافظ الرواية التاريخية للاحزاب في صفوف شعوبها المضهدة التي تنطلق منها، على السقف النضالي الاعلى المطلوب في قضيّـتها ، وهذا معروف ومتعارف عليه في كل بقاع العمل السياسي. والسؤال هنا ؟ هل تعتقد الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة ان الاسباب التي تطرحها لتبرير عدم المشاركة ستمرّ على المتابع/المتتبع ؟!

ليس جديدا ابدا، بل قديم علينا، بان البرنامج السياسي الحزب الشيوعي الاسرائيلي والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، هو تماما روايتهما ورؤيتهما لتاريخ القضيّة الحاضر والمستقبلي، وهو سقفها النضالي، وهو مكمن عقيدتها الذي لا تقيده موازين قوى او قوانين، بل ادلوجات وقناعات جديّة،  ليس فقط فيما يتعلق بالقدس، بل ايضا فيما يتعلق بتوحيد العرب على اساس قوميّ امام مؤسسة الاحتلال، مذ فجر القضية.

 قديم جدّا، مما اقتضى التنويه.

رابط المبادرة، شاركونا غدا.


ليست هناك تعليقات: