السلام الجمهوري المصري لغاية سنة 1979 ،
بصوت الرفيقة سلوى، من مؤتمر الشّباب القومي العربي المنقعد في ايفران/المغرب 2008
كانت
دقائق من النّشوة العارمة، خيّلت لي اوّلا انّ زوال الاحتلال قريب، اذ كنت اشعر بدمي في
عروقي يصرخ : والله زمان يا سلاحي. هذه الاغنية الرّائعة التي التقى فيها من عظماء
مصر: ام كلثوم، وشاعرنا ونبيلنا صلاح جاهين، والملحّن الجميل النّابض المرهف
اللّحن عارف الطويل ، هذه الاغنية التي اسمعها منذ صغري وتعطيني نَفَسًا ، انّها
الان، ومع مئاتٍ من الرفاق النّاشطين من الوطن العربيّ، تبدو مختلفة، تبدو هذه
الاغنية الان صاروُخًا.
ونحن
فلسطينيو 48 لا ندرك لا نفسيةً ولا مفهومًا للسّلاح الّذي ياتي من وحي هذه الاغنية، الّتي تتربّع على عرش اغاني الحقبة الموسيقيّة التي رافقت المرحلة الناصريّة. نحن
نغنّي عن الوطن وله، وعن الظلم وعن الانتفاضة وعن الامال وعن التحرير وعن
ولِ..ونحن نغني عن السّلاح ايضا..لكنّا لم نحمل سلاحًا يومًا... نحن فقط نشبك
كلماتنا عن السّلاح ببعض الالحان الثوريّة لتعطينا احساسًا –ربما- بالقوة، ربمّا
بالنضال، بالكفاح المسلّح... لا ادري...حتّى كتابة هذه السّطور لا ادري...
والحقّ
الحقّ، انّ المشكلة لا تكمن هنا فقط.. ولكن، كيف ساشرح مثلا هذا الذي لا اعرف ان
اشرحه لنفسي، كيف ساشرحه لمحمّد ابن الواحد وعشرين ربيعا، الّذي التحق بالمقاومة
الشبابية البعثية منذ سنتين، والذي يظهر في كل صُوَرٍه يحمل على كتفه الايمن تارة، والايسر تارة اخرى، ماسورة من حجم 8 اينش، متّخذا منها قاعدة لاطلاق الصواريخ على الجيش الامريكي في العراق ؟!......
لم يمرّ كثير من الوقت على تلك اللحظات، الا انّ محمدا هذا جاء بعد دقائق من نهاية الاغنية، ضمّني، ثم ربّت على كتفيّ، اخرج سيجارتين واعطاني واحدة واخذ له واحدة، اشعلهما، وقال لي: " هالكيت اعرف شنو تحس وقت تسمع مثل هالاغاني"، وصمت قليلا، ثم استأنف بعد مجّة سيجارة طويلة، نفث دخّانها الى اعلى : "هذا سلاحك يا رفيق، وشكلو بيظرب 100 كتيبة، لنّه يربّي عقول بتحرّر"...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق