مانيفيست : جديد : وإن يكن / مانيفيست : جديد : مقاطع عرضية من انشودة لصابر/ مانيفيست : جديد : سفرا 1 / مانيفيست : من حواري المتخيّل معه / مانيفيست : جميع الحقوق محفوظة للمدوّن.

الخميس، 4 يوليو 2013

ثوريّة 30 يونيو وعفويّة اسقاط القناع





ملحوظتان في اسّ النص :
- كل حالة نعتبرها معيبة هنا هي بالضرورة ازدواجية. 
- كل ما يصعب تأويله كازدواجية رغم انّه معاب، هو اقل الامر انفصاميّة او جهل مدقع !


من المعيب الّا نبدأ بالتحيّة للشّعب المصري، وان نرسل دعائنا بالرّحمة لكلّ من كانت شهادته وقودًا نحو تصحيح مسار الثّورة، مهما كان ايمانه او عقيدته او ادلوجته؛ اذًا تحيا مصر العظيمة، ويحيا شعب مصر العظيم. 

من المعيب لبعض القوميين ولبعض الاسلاميين ولغيرهم الكثيرين، انّهم موسميّون ومزاجيّون وانتهازيّون في تعاملهم مع حراكات الشّعوب وثوراتها!
من المعيب للاسلاميّين، ممّن كانوا جزءا من الثّورة المصريّة في 25 يونيو (ولو متاخرّا، وبعد مفاضات مع مبارك)، من المعيب لهم ان نراهم ينعون الديمقراطيّة اليوم ، ويتعبرونها قد ماتت، لانّ المخلوع هذه المرّة اسلامي ! هذا سقوط اخلاقي شنيع !

 من المعيب للقوميّين وغيرهم،  من المؤيّدين للنظام السوري السّاقط، انهم كانوا مؤيّدين للثورة المصرية الاولى  في 25 يناير والثانية في 30 يونيو،  وهم ضد ربع ثورة في سوريا ! هذا مطب اخلاقي شنيع! وركيزته انانيّة شوفينيّة، وفي فلسطين  هي انانيةّ فلسطينيّة في مفاهيم السياسة الخارجيّة ، على اعتبار انّ البعث حامي حمى القوميّة (!)، علما انّ الثورات ركيزتها القضاء على الاستبداد الداخلي!

من المعيب للقوميّين، انّهم يتعاملون مع الاسلاميين كغول وليس كآخر، بالذّات حين يتهّمونهم بالتعّصب، بالذّات حين يكون هؤلاء القوميّين من "جماعة النّظام السّوري"!

 من المعيب للاسلاميّين، انّهم يتعاملون مع القوميين كغول وليس كاخر، بالّذات حين يتّهمونهم بالتّعصب، بالذّات حين يكون هؤلاء القوميّين من جماعة "الاخوان المسلمين"!


 من المعيب للقوميّين وغيرهم من المؤيّدين للنظام السّوري السّاقط، انّهم كانوا يتوقّعون حياد المؤسسة العسكرية المصرية عن السّياسية فيها، وان تحمي هذه المؤسّسة الارض والشعب وارادته، ليس لانّ هذا معيب، بل لان توقّعهم هو المعيب، اذ يختلف مع توقّعاتهم مع المؤسّسة العسكريّة السوريّة !

 من المعيب للاسلاميين، ان يتوقّعوا ان يقوم الجيش المصري بردّ الحراك الشعبي المصري الى البيوت، او رفع السّلاح عليه، او "قاتلوهم حيث ثقفتمومهم" –كما صرح ابن مرسي قبل قليل- وهم انفسهم الّذين استنكروا وما زالو، تحوّل الجيش السوري الى بعثي، وهم الّذين استنكروا وما زالوا، حماية النظام بدل الشّعب!

 من المعيب للاسلاميين، انّهم لا يفهمون ان صناديق الاقتراع لا تمنح الرئاسة شيكًّا على بياض لتفعل ما تشاء وتقول ما تشاء، وتكبّل القضاء كما فعل مرسي، والاعلام كما فعل مرسي، والجيش كما فعل مرسي !

من المعيب للاسلاميين، انهم لا يفهمون انّ الديمقراطية اكثر من صناديق اقتراع، هي اولا فصل السّلطات، حقوق الاقليّات، المجتمع المدني ودوره النقدي، المعارضة بمفهوم "الاخر" وقبوله، وحريّات الافراد المختلفة.

من المعيب للاسلامييّن ان يعتبروا 4 مليون في التحرير عبارة عن ثورة حقيقيّة تفي باسقاط النّظام (ولو لاحقا)، ثم ان يعتبروا ان 22 مليون مصري في شتّى مصر، هو انقلاب عسكري لا ثورة تفي لاسقاط النّظام، بحجّة ان الرئيس منتخب !

 من المعيب للاسلاميّين، انّهم لا يفهمون، ان قوّة الشعب في الميدان، اقوى منها في الصناديق، وان الديمقراطيّة، والتحوّل الديمقراطي المعبّر عنه اوليّا في انتخابات رئاسية وبرلمانية، لا يلزم الشّعوب بالجلوس في البيوت لاربع سنوات حقيقيّة، لان التحوّل الديمقراطي، من مظاهره الانتخابات، وفي جوهره انعدام الخوف لدى الشّعوب في النّزول الى الشّوارع متى شعرت بالتواء البوصلة، بالّذات بعد ثورة، اهدافها الحريّات والحقّوق، بدون اضافة كلمة "مشروعة" بعدهما، لانّه هو الشعب، يقرّر المشروع من غير المشروع.

من المعيب للقوميين الّذين نعتوا الرّبيع العربي بالخريف /الشتاء/ الخيانة، لمجرّد وصول الاخوان الى سدة الحكم، لانّهم عادوا الان ليطلقوا عليه اسم الرّبيع العربي ! وهو لم يكن غير هذا ابدا : دائما كان الرّبيع العربي.

 من المعيب للاسلاميين المصريين قبل ثورة 25 يناير وبعد ثورة 30 يونيو ، ان يركبوا كما ركب كثرُ على الثّورة السوريّة ، وان يدعوا لل "جهاد" والتدخل الخارجي فيها، من اجل تحقيق مآرب كرسولجية !

سيكون من المعيب لغير الاسلامييّن، الا ياخذوا بالملحوظات الثلاثة قبل الاخيرتين لانفسهم، لو وصلوا الى سدّة الحكم في مصر!

من المعيب للاسلاميين، ان يخرجوا اليوم ليتهموا قيادة الجيش المصري بالتخاذل والامركة، وإنْ كنّا نقبل رشق التهمة هذ على افراد دون التّعميم، فانّا كنّا سنقبلها ايضا عند تعيينهم على يد مرسي قبل سنة، وليس اليوم فقط، مثلا !

من المعيب لمن يعتبرون انفهسم من قيادة جبهة الانقاذ، ان يظنّوا ان تصحيح مسار الثّورة تمّ بفضلهم وحدهم، او يتم بفضلهم وحدهم، او تم لسوء الاخوان وحدهم ، او يتم لسوء الاخوان وحدهم، بل انّ الشباب المصري النّبيل، كان هذه البوصلة.

 من المعيب اتهام الاسلاميين ل22 مليون مصري بانّهم لا يستحقون الديمراطية، لمجرّد ان المخلوع اسلامي؛ عليهم ان يروا ان مصر كلّها تستحق الديمقراطيّة، لانّها قدّمت للبشريّة ثورتين، راقيتين، في سنتين !

 من المعيب اتهام الاسلاميين لثورة تصحيح مسار الثورة، بتحالفها مع الفلول؛ هذا يثبت ان ذاكرة الاسلاميين قصيرة، حيث ان قسما كبيرا من ثوار ثورة تصحيح مسار الثورة، كانوا قد انتخبوا مرسي في الانتخابات الرئاسية الثانية ضد مرشّح الفلول، وعلى رأسهم الرّفيق محمود بدر، مؤسس الحراك #تمرّد!

من المعيب على جبهة الانقاذ والحراك #تمرّد، الا يبدأوا الآن، بتبيان رفضهم القاطع وعدم تعاملهم المطلق مع الفلول، بل وتبيان الفروق بينهم وبين الفلول، وان كانوا في المجمل، كالفلول في رفضهم لحكم الاخوان، حيث انّ السياسة ليست بيضاء وسوداء، تمامًا، كما كان الاخوان مع الثّورة في السورية –بغض النظر عن الاسباب- وان كانوا في المجمل في موقفهم هذا، مثل قوى وطنيّة ديمقراطية حقيقية وايضا مثل قوى الامبريالية العالمية!


من المعيب، الا نحترم ارادات الشّعوب اينما كانت وفي اي وقت كانت!
من المعيب، ان ندعم ارادة الانظمة على ارادات الشّعوب!
من المعيب، ان نتمنى على الجيوش حماية الانظمة!
من المعيب ان ننعى الديمقراطية لمجرد الخسارة الكرسولجية!
من المعيب ان نؤيد ثورة شعب وان نضحد ثورة شعب اخر!
من المعيب، والمخجل، ان تتكشّف كل هذه الوجوه!



ليست هناك تعليقات: